mercredi 7 juin 2023

البَهلولِية في الحقائق الأصلية

 

البَهْلُولِيَة اليهودية البلجيكية

طنجة : مصطفى منيغ

ما نَسيتُها أبداً ولن أنساها قَط ، علّمتني كيف أفرح أكنتُ في "البْهَالِيلْ" أو بروكسيل أو طرابلس أو مَسْقَط ، أطلعتني على معنى أن أظل واقفاً  أسعف عدوِّي مهما في فخِّ الفتك بي سَقط ، أيقظتني مِن غفلة الطموح الزائد حيثما ثقله بين أفكاري حَطَّ ، لأتصرف عكس الجوانب بل انتقِي الوَسَط  ، في أي محورٍ ساد الاختبار اختياراته كأنه مِن بُعدٍ زمنيٍّ بما يتضمنه احتاط ، إذ التغيير ملحمة نضالٍ حكيمها القويِّ بأي شيء خلال لحظة عُسْرٍ به نطَّ ، ماسحاً ما تجمَّعَ فوق أدمغة أشرار لفوا حوله من غبار بأعجبِ فُوَط ، يَسْرِي تِيار التقويم النبيل بين منسوجاتها باحثاً للتوقُّفِ (ولو المؤقت) عن أرْقَى وأجود مَحَط ، غير مُكْتَشَف للرُّقباء  والسبب الأنسب مَن اجتهدَ وابتكرَ ولتفرُّدِ ذاك الموضع يَبْقَى بالاختباء المُحكم هندسَ وخَطَّط ، عن طيب خاطر تعلُّقاً بالنجاح مهما عَيَّنَ المجال بلا تحيين للحيل ولا تمويه للعِلل ولا مساعدة أي مقعد مُعتَمَد لدى الآخذين الأمور باستعمال الشَّطط . لَقنَتْنِي أن الأهمَّ مَن استوجب إحرازه لا يُصاغ إلاّ بالصراحة ووضوح رؤية وهدف بريء من أي ضرر معدٍ للتهديد ليس إلاَّ إن انقلب المُراد لضدِّه بدلَ أن يكون لبّه (لِمَا غَلاَ ثمنه) قد اقتنع ولقبوله ما يتبع الاستفادة مِن مستفيد قد بَسَط  ، امرأة أنضجت حَواسِّي لأتقرب حيث أمارس ما هيأتني الطبيعة البشرية كغيري من المخلوقات بأمر الباري جل وعلا لأشارك طرفاً ثانيا وبالحلال استمرارية ريِّ مكمَنٍ خاصٍ بزراعة الحياة فوق أرض ممهدة بالغريزة لذاك فقط ، فمنحتني جزءاً فاض عن الحاجة مِن تذوُّق الجمال على طبيعته منبعثاً مِن داخل وجدان  أنثى عاشقة الشعور بالأمان رفقة أصدق إنسان يراعي الإخلاص ولا يفرط في القيم السمحة واعيا بروح المسؤولية وترتيبات العيش المزدوج المفرِّق بين خصوصيات العمل لضمان التأهيل المادي الرافع عن مد اليد و الانزواء لإفراغ الحنان والمودة والسلام بوضوح تام على الطرف اللطيف في الموضوع بغير تصنُّع أو ربح وقت لا يؤدي لأطيب العواقب مهما طال الأمد وتربَّصت للاستغلال العقيم  رغبة المصلحة الفردية الذاتية عن مرض افتك من الغرور كنهر لا يحصره شط .

... اللقاء الأول اعتراه غموض ما مرّ وقت قصير حتى تكشف ما حصل على إثره مباشرة أسرع تقرُّب إذ الثالثة بيننا معرفة مِن أيام الصّغر في مدينة القصر الكبير يهودية مغربية والدها تاجر معروف في حارة الملاح أو الديوان كما يطلق عليه أهالي تلك المدينة الرائعة الماضي الخائبة المستقبل قدمتني للبهلولية على مضض لاهتمامها بشخصي من زمان الحب الصغير ونحن نتجوَّل اليد في اليد يستقبلنا استحسان مَن رآنا على تلك الحالة من الانسجام ولو كان ببراءة الأطفال وجهل تام لما يفرِّق بين إنسان طيِّب ، وأخيه لكلّ منهما لأفعال وتصرفات الخير مستجيب ، لم تكن الصدفة وحدها مسؤولة عن تغيير مجرى مصير رجل وامرأة ضمَّتهما الغربة ، ووضعتهما الأقدار لإعطاء المثال الناصع لتعايش الأضداد تحت سقف واحد دون حدوث تصدع من أي نوع كان ، وتلك بيِّنة عالية الدلالة عن قدرة الحب الصادق التغلب على حيثيات مهما صعَّدت أو خفَّضت العواطف الفردية الجيّاَشة صوب تشبث النَّسب بالمُنتسِب إليه ولو كان الأخير لا يستحقّ مثل المجازفة أو التضحية بفقدان محبوب ، ليس الانتماء لخلفية جد مؤثرة في كيان إنسان ما يجعله منساقاً كفاقد البصر لمن يقوده حيث المألوف التعلق به واجب ، وطريق مهما اعوَجَّ المفروض أخذه حتى النهاية بحكم التربية على المشي فوقه والاستئناس كلما تقدَّم نحو الهدف المطلوب ، وصوله بنداء ضمير يجعل الوطن فوق كل اعتبار له الأسبقية لتلبية أوامره مهما كانت نائية عن الصواب غير مفعمة بأصدق النوايا أو أكثر نفعا لعامة الإنسانية في الحد الأقصى . إنها عقدة الإسرائيليين ، كلهم متيقِّنون بعدم أحقيتهم امتلاك ارض يعترفون سِراً فيما بينهم أنها فلسطينية ، ومع ذلك يقترفون الفواجع ويحركون قوافل الدمار لقرض وجودهم فوقها بالقوة ، مبتكرين من الأسباب التاريخية ما يكذبون به على أنفسهم ، متحمِّلين وزر معرفتهم الكذب على أنفسهم بلا مناص مما يحسونه كآدميين من لحم ودم  عن تجميد ضمائرهم لأجل غير مُسمَّى ، البهلولية تصرفت معي بما قد يؤكد حسب ذكائها أنني منفصل عن القضية ، فتجاهلت أحياناً التحدث فيما يُرَجِّح الخلاف ومَن يدي بعده يتم الانفصال ، لكنها أمام صمتي الغاضب تضطر أحيانا الدفاع عن موقفها وهي متيقنة أنها  خاسرة به حق الإدلاء برأي محترم يشد الانتباه ويراعي الإنصاف ويرضي الواقع بمطابقة الوقائع ، وما ينتج عنها من تصرفات لا تراعي حقوق الإنسان ولو في الأدنى ، كانت على معرفة بمواقفي المبدئية المتعلقة بتضامني المطلق مع الفلسطينيين ونضالهم الشجاع لتحرير أرضهم مهما تحملوا من صبر ومعاناة ، وما تقاسموه من حرمان وويلات  ،ما يتعرَّضون اليه على امتداد الوقت ليلا ونهارا ، بل مستعِدّ للذهاب حيث يجاهدون لاستشهد في الطليعة رفقة مَن استشهدوا من أبطال مغاوير ليس لتضحياتهم مثيل ، تؤرخ لحب الوطن ما يسمو به ويفتخر غدا وأعلام الاستقلال ترفرف على فلسطين بقدسها الشريف عاصمة ، مأواهم الجنة بمشيئة الرحمان .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

https://assafir-mm.blogspot.com/

 

 

البهلولية مغربية إسرائيلية

طنجة : مصطفى منيغ

للذكرَى سِحرٌ لن يقدرَ على مسحه أو استنساخه أمهر السَّحَرة ، ولو استعان بأعقد طلاسم تسخير الجن وكل تمائم المفعول اللاَّمعقول ما قدَّم في مثل الشأن أو أَخَّر ، التصقًت في تلاحمٍ لا يزيغ مهما تقدَّم الزمن بالذاكرة ، خزان لا حصر لحمولته تُحْسَبُ يوم الحساب لولوج أصحاب الحسنات الرابحة معها جنَّة الخلود أو انجرار ذوي كذوات السيئات فيها حيث القعر الجهنّمي المشتعل على الدوام بأسماء القوائم الخاسرة . قد يكون للذِّكري مقَرٌ سِري معروف بغير عنوان لذاكرة مسؤولة حالما يتمُّ إفتحاص ما مرَّ من حياة صاحبها على الأرض حينما يُغادر للآخرة ، سعيد بما أنجز لصالح نفسه أولاَ ولمن حَوْله ثانياَ ولعقيدته الأساس القاطنة فؤاده أو علي لسانه بنطق الحق ظاهرة ، ذات الأصول المقدَّسة الطيِّبة بشذى الإيمان بالغيب مُعَطَّرة ، أو شقيٌّ بما اقترفَ مِن معاصي ولشتى المؤامرات المتنوعة الأضرار دبَّر ، أو داخل مؤتمرات لحقائق وَهْمِيَّة زوَّر ، بتشارك وطيدٍ مع أبالسة جلسات مجون في كل ليلة حمراء للفجر مع الفجور سَهَر، حيث الراقصات بحيائهن الفارز عَرق الاختناق من تصرفات مُنكرة ، يخفين دموع الألم عن ظروف حوَّلتهن لبائعات هوى جَلباً لقوت مَن ينتظرهن في أكواخ الظلم بين حارات أقرب للمطارح شكلاً ومضموناً وما خفي يكون العن ممَّا ظَهَرَ في عديد بلادِ لا تحترم حقوق مواطنيها كأحقر ظاهِرة.

الذكرى لا شأن لها بغض الطرف متى الوقت بها ابتعد أو سد حيالها باب اللحظات المُسَخٍّر النسيان ولو لتأجيل ما يعقبها من ندم وحسرة ، هي للماضي - الحاضر سِجِلٌ لا يشيخ ولا يقبل تنحية أي جزء من شريطِ معاوَدَةِ الأحداث بتطابقٍ تامٍ كاملٍ كما حدث لا تنقصه حبة رمل التقطتها فيما التقطت  العين  ساعتها أدقَّ صورة .

... أحببتُ بلجيكا المملكة الأوربية الأقرب للمهاجرين الوافدين عليها (وكنت مِن الرواد الأوائل أحدهم) بنبل سماحتها ونظافة مساحتها واحتضانها الغرباء مهما كان جنسهم ومستوى تكوينهم وأصول عقيدتهم لتضرب المثل الحميد المحمود عن دولة بالفعل وليس بالقول فقط متطورة ، تجمع ومن إلحاق الفضلاء بما يناسبهم لا تشبع  عن ذكاء يرى الإنسان كومة أحاسيس المُعاشر إيَّاها بإحسان لعميد أسرة منتجة للخير كَوَّنَ لتضاف للبرَرَة ، قوانينها بارزة لحجمها الحضاري المحافظة على الموروث الثقافي الخاص المساهمة به في ابتكار ما إن رآه الغير أو سمع عنه أو شمَّ رائحته ألزَمَ نفسه باحترام عظمة بلجيكا شعباً ووطناً مفتخراً  بها بين الأمصار أكانَ مُقيماً بين أحضانها أو عنها يغادر جسداً ولا عضوا مسؤولا من أعضاء جسده تتقدمهم الذاكرة يكون قد غادر . ما أتيتُ إليها بحثا عن عمل إذ كنت أحد الموظفين في بلدي المغرب ولكن لأتعلم أن يكون الإنسان مجرَّد إنسان مجرّباً ملذات الحياة الشرعية بنظام وانتظام مواكباً الحاصلين على أُسلوب ابتكار الأجدر والأنفع والأسهل لمواجهة هدوء مفعم براحة الضمير قبل البال طاردا من أمامي كلّ حَيْرَة ، فاستقبلني  جوّها بما أحاط ويحيط به الترحاب ممهدا حيالي عناصر البقاء كما أريد لأفعل في نطاق القانون المحلي ما أختار ولي على تَحَمُّل مسؤولياته العزيمة والقدرة ، وكم كنت محظوظا حينما اصطدمت عيناي بعيني البهلولية خلال نقس الأثناء المؤسسة لاستقراري في هذه الديار الموقرة ، فخلتُ مستقبِلاً ابتسامتها الحلوة أن شمس  التغيير لاجتاز مرحلة الوحدة المملَّة الضاربة في الأعماق لترسيخ قنوط لا يُرى بل يُلمَسٌ ذهنياً كزعيم  لكل ضرر قد لاحت تبْقِي على الربيع الإنساني ما يعشق عشاقه من خُضْرة ، ومنذ اللحظة المشهودة وقشعريرة تجتاحني كلما غابت مؤدية ما برَّرت به الابتعاد عني أنه وفاء الارتباط بالعمل من أجل الحفاظ على بقاء وطن فيغلب عليّ الظن أنها في القضية على هذا المنوال قد تكون آمرة وليست كما تدعي مسلوبة حق المُعارِضة  مَن على نزع فتيل المزيد من الاقتتال مُصِرّة.

... أن تكون المرأة مغربية فهذا شيء جميل وانتساب تفتخر به إفتخار أرقَّ وأشرَق مَفخرَة ، فإن أضافت إسرائيل لما يغرِّف أصلها وفصلها فذاك أمر لدى فئة مُعيَّنَة أغرب مِن العجب والأهون على المُبتَعِدِ عنها مِن تَقَبُّلِ ما يُقال عنه مصطاد بأفتك صنارة ، لم أكن مضطرا لإرضاء القليل من الناس لا يرون إلاَّ مِن زاوية مربَّع التقصير في معرفة معنى الأخذ بمبدأ السّماح .. والتدبير القائم على الاندفاع كسجين بُشِّر بالسَّراح .. والاقتتال بغير تدريب على حمل السلاح .. وبلا فهمٍ لمن يُباشر حرِّيته عن قناعة وحسن نتائج أصعب اختبار للحصول على أنجع خِبرة، البهلولية لها قلب يخفق بما لها من حق أن تحبَّ مَن أحبّت بإخلاصٍ ووفاء كسائر البشر مهما اختلفت ألوان البشرة ، ليس صحيحا أن الحبَّ أعمَى بل تمعن (قصير طويل لا يهم) ليس بالمحدود الموقف كالبصر وإنما بالبصيرة ، العاقل في الموضوع لا تتحكَّم فيه النزوات المؤقتة ولا الطيش الصادر عن الرغبات المُشتَّتة بين اللذة المجانية والتخلِّي عن تبعات العواقب الزجرية وتغييب الاختلالات الصحية العديمة الرحمة بفتح السقم باب نهش السليم الممزوج للحظة ملعونة مع الملوّث الكثيف الخطورة .

إسرائيل غير مُغيَّبٍ عليها صفات الاعتداء على شعب فلسطيني شهدت الأرض بقاراتها الخمس أنها متمادية في ذلك بإيعاز قِوى كُبرى ، لها مصالح توسعية في منطقة الشرق الأوسط كغيرها من المناطق النائية الأخرى ، وبذلك تكون إسرائيل ذاتها تتمشَّى وفق تعليمات وكأنها آخر جارية مُستَعْمَرَة ، إذن مواجهتها لن تكون بالنِّضالات التقليدية وإنما بما ذهب إلية الذكاء المغربي وخاصة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني  وكله مُسانَدٌ من لدن التاريخ والمطَّلعين على أسرارٍ منها ما جعل القضية عن التمتُّع بحلٍ نهائي متأخرة . 

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

https://assafir-mm.blogspot.com

https://zagotanews.blogspot.com/

 

 

البهلولية والمضايقات العائلية

طنجة : مصطفى منيغ

لا تَحْسِبَنَّ صِنفاً من الإرادة  طَوعَ مَن لمُمارستها أرَاد ، تتمَنَّع أكثرَ الأوقات حتى تتأكد ، أن طالبها مِن جِدِّية إلحاحه  الالتِحاق بطوابيرها عبر العالم زَاد ، لتُلْقِي على صدره رُزْمَانَة من الشروط أخفّها متكيِّفة في جوهرها مع أقصر مَدى سَاد ، إن تمكَّن مِن ضبط أسلوبه في الحياة حلوها ومرّها على نسقٍ واحد حازم لا يتغيَّر له البداية والحَدّ ، ينتقل بينهما بعقلٍ مُدرك أن النفاق مُسيطر والحسد قائم بالمرصاد ، والشر على ناصية طريق ينتظر على الأقل أحد ، مِن الخارجين على الطبيعة بدهاء لا يرضاه موسى أو عيسى أو أحمد ، عليهم السلام وكامل التَّوقير أكثر من الطيبات المعدودات في دنيانا عَدَد . الإرادة لا تمنحها إدارة تُكتسَب من خلال أصدق إيمان أن الإنسان وُلِدَ لهدف تعمير البسيطة لاستمرار ما يتحرَّك فوقها في حاجة إلى انضباط بالحق حتى لا يهيمن القليل بالباطل على السواد و فيهم الأبيض والأصفر والأسود ، فهل للإسرائيليين إرادة لإبعاد الخَلْق جميعهم من شرور ما  بفلسطين يفعلون مرة لإشهار قوتهم مدَّعين أنها لا تُقهر ومرات مجرورين بطبع العِناد  ؟ ، التشكيك مُسجَّل على نطاق واسعٍ مُستثني بعض قيادات دول عربية مشرقية المساهمين بكيفية أو أخرى في إطالة أمد ما جرى ويجري خدمة لمصالحهم (دون شعوبهم) مع الحاكمة الكبرى وإن نأت عن المكان فثمَّة إسرائيل متورطة حتى النهاية تحت إمرتها بانبطاح مصيره حتى الآن غير مُحدّد. 

... للبهلولية إرادة أحبت بها شخصي المتواضع رغم الحرب المعلنة عليها بسببي من لدن جهاز يعتبر نفسه صاحب آخر كلمة في حقي إن قالها بلا نِقاش الأفضل أن تُنَفَّذ ، وإن أخفت البهلولية علىَّ الموضوع حتى لا أهاب أو أدهش من شأنه أو كأضعف الإيمان أرحل من مجموع بلجيكا لكنها اكتشفت في ذات الوقت أن لي من الإرادة ما يجعلني مهما كلفني الأمر أن أصمد و أتجلَّد .

مند البداية أقحمتُ نفسي بالمرور وسط نفقٍ الإفلات منه إنْ حَصَل َيفتح المسالك العادية الأخرى بأيسر مجهود يُبذل مهما كانت الرؤية السياسية  ليلاً أو نهارا و ما سَمَحَ به الشَّفق ليستعدَّ مَن يحاصره الظلام بما عساه استعَد ، ليست الحرية كما تخيلها العربي قبل مغادر الشريط الجغرافي الممتَد ، من المحيط إلى الخليج والمُوَزَّع على اثنين وعشرين فريقاً ولو وحدتهم اللغة وضمن خيرهم الدين الواحد ظلوا متشبثين بنزعة وعصبية الفُرْقَة لذا كل ضغط من لدنهم على إسرائيل في حينه يتجمَّد ، إذ لا وجود لرابط يحتِّم على قومَتِهم إن وقعت (كمعجزة) قادر بها أن يتمدد ، بل الحرية تصرف تربوي صرفت بلجيكا عليه نصف عمرها لتحقِّق سريان المفهوم للحرية ملازم للاحترام والتوقير ومحبة المساواة تحت مظلة عدالة ماسكة ميزان الإنصاف بكفتي الحقوق والواجبات في إحداها والقوانين المعمول بها في جميع المجالات في أخراها ليس بها ما يعني أن هناك الأعيان والأسياد ، فجاءت الحرية بالنظام والانتظام وإعطاء المسؤولية لمن يوفرها له جهده المعرفي العلمي واستعداده المطلق لخدمة الصالح العام وفق منظور جماعي السِّمات الرافض دواعي الهيمنة في المهد . الحرية قول "لا" عن اقتناع كاسب الضوء الأخضر من الحكيم الضمير المحلِّل الدقيق بآليات أوجدها الخالق المبدع لتكون الحصن الحصين لمن اعتبر الحياة في الفانية مجرد عبور للخالدة فعبَّر بصراحة الصراحة  مهما كان الموضوع وأجاد ، و"نَعَم" أيضا مقابل أخلاقيات صفاء شروط الاختبار البعيد عن مسك الثمن كخيانة للعهد ، المبرم بين الصلحاء القابلين النقاش قبل خوض أي معمعة أو السكون للراحة الكافية قصد التمعن في وسائل وإمكانات الاستعداد ، لمواجهة المُتَّخِذِ الطريق العمومي على هواه غير تارك نافعة إلا ولها هَدّ ، وللباقيات على فضاء أرحب هدَّد .

...كلما رغبت في احتساء كوب قهوة معدَّة على الطريقة الأمريكية الصرفة خارج بيتي قصدتُ المتجر الضَّخم المسمَّى آنذاك "شَرْمَا" المطلّ على الشارع الملكي القريب من مقر عملي كأحد المُلحقين بالمكتبة الفرنسية التابعة لوكالة توزيع الصحف الكائنة في زقاق "بِرْسِيل" ، وبينما أنا جالس اقترب منى رجل ، أنيق الملبس وسيم الطلعة يسبقه الإعجاب بنفسه لدرجة لا غبار عليها ، ليسألني إن كنت أعرفه ولم يستغرب إن أجبته بنعم وبكونه والد البهلولية الذي رأيت صورنه ضمن صور عائلية أخرى في حجرة نومها ، وقبل أن يستمر طلب مني أن اتبعه لأي مكان هادئ لمعالجة موضوع أزْيَدَ من خطير ، لبَّيتُ فحوى طلبه وفي ركن من نزل "الملكي" الفخم الذي اختاره ليبارزني على سجيته في نقاش حسبته عاديا ًعكس الذي اعتبره بالحاسم ، قال لي بفرنسية متقطِّعة وبأسلوب تتجلَّى معه العصبية الممزوجة بكبرياء مصطنع لا يتقن تجسيمه إلا في لحظات يريد فيها اهتمام الغير به :

- اعلم يا مصطفى منيغ أن حياتك منذ ارتباطك ولو المؤقت بابنتي أصبحت مهددة بتصفية جسدك في أي لحظة يتم تعيينها من جهة الأفضل أن تجهل مَن تكون ، أمَّا إن عرفتها إسْوَدَ العالم أمامك وضاقت بك الأرض أينما اتَّجهت حتى داخل المغرب ، فان كنت قادرا على التفكير الموضوعي الميَّال لمنح الموقف ما يستحق من عناية قصوى ، أن تترك ابنتي وعالمها الخاص الذي كَوَّنته بعرق جبينها واجتهادها الأسطوري في الحصول على أعلى الدرجات العلمية من أحسن كليات جامعات المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ، وأيضاً بذكائها الفارضة به وجودها في أوساط لو تخيلتها فقط ، لهربت بنفسك إلي جزيرة مَلْطَا لقضاء ما تبقَّى من عمرك لا يعرفك أحد حتى تبخُّر رائحتك من هذه الدنيا . أعتقد أنك استوعبت الرسالة التي حضرت بنفسي لأبلغك ما ترمي اليه من أوامر عليك بطاعتها على الفور وإلا لن تشرق على رأسك شمس الغد .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

https://assafir-mm.blogspot.com

https://zagotanews.blogspot.com

 

 

البَهلولِية في الحقائق الأصلية

طنجة : مصطفى منيغ

التهديد بالذبح من الوريد إلى الوريد ، شِيمة الخائفين من خطر جسيم عليهم وارد، إن انكشف أمرهم ضاع سرهم وانتهى وجودهم بالتأكيد . القضية ما كانت لتأخذ حجماً لا يقبل التراجع إلا بترك الطبيعي ينمو كالقديم من الجديد ، فلسطين أكبر من حشد أعدائها قتلة محبيها عبر دُنا الغرب لإخماد أنفاس العاملين على نصرتها بالروح والدم والجسد ولو ضُربوا غدراً بالنار و الحديد ، عظمتها في شعبها العظيم الوفي للقدس والمزدانة بنخوة الشرف العربي غير قابلة أصلا ولو بكل ما تتعرَّض إليه من تخطيطات التَّبديد ، للتخلِّي عن هؤلاء (ومن الجنسين) الذين برهنوا أنهم يحملون في صدورهم الإرادة الفلسطينية لغاية تحقيق الاستقلال التليد الوليد ، التهديد عنصر مضاف لكثير من التصرفات الظَّانين بها أصحابها أنها في كل مسار قد تفيد ، مجرد سلاح خشبي بين يدي الحالمين أنهم الأقوى وهم في الواقع عَبَدَة وَهْمٍ متى اصطدموا بما هو أشدّ من الشَّديد ، رجل لا يخشى دود القبور إن استشهد وتعلّقه بالدفاع عن فلسطين كمبدأ عنه لا يحيد .

... ليس والد البهلولية من تجرَّأ رافعا صوته بما نَدِم عليه بل تبعه الذين وقفوا حيارى بين تنفيذ الأوامر المعطاة إليهم مِن لدن خدام "تل أبيب" مِن مدنيين وبين اطِّلاعهم على سُلَّم الناهين وهم مِن العسكريين الذين لا تُرَدّ لهم كلمة ولا ينفع لصدِّهم وَعِيد ، البهلولية لم تكن معي سوى أنثَى ضمَّها صدري في أُلْفَةٍ مشروعةٍ وحنان لا يقبل أي مِحرار يقيس درجة صِدْقِهِ لأنه الصِّدق المزدوج بدفء موهوبٍ بقدرة القادر لمن تصرَّف بعيداً عن أي نزوة وراءها كبوة صادرة عن موقف يعقبه فعل غير سديد ، امرأة مغربية إسرائيلية يهودية ثارت بحبها لرجل معربي مسلم مقيم في المملكة البلجيكية  على جهاز أمن دولة فارضة حقَّها في العيش مع مَن تريد ، إن كانت تلك الدولة كما تدِّعي ديمقراطية الاختيار لمن ارتبط بها جنسية له الأسبقية للتمتع بما يُحْرَم على غيره ولو كان أمريكياً لا يحتاج لمقره هناك أي تمديد ، دون احتساب الدين العبري فذاك شأن لا زال الجدال قائما في شأنه تَرْأَس تسييره علمانية لا ارتباط لها إلاَّ بتطبيق ما تضمنته وثائق البرتوكول السري / العلني المؤسِّس لما يتطلَّب الهدوء الاجتماعي الداخلي لمواجهة الاستحواذ المباشر حيث يُباشَر مِن عقود كمقدمة لإسرائيل الكبرى  كحلم أقربه أبعد مِن بعيد ، امرأة حملت استقالتها لقلْبِ مَن يحكم لدى الصهاينة متضمنة الأسباب المصبوغة بلون الأدلة بإطالات مملَّة خلاصتها تدشين مرحلة التفكُّك الإسرائيلي مِن داخل الداخل بغضب حرمان الأركان الأساسية من رغبات تحملت مسؤوليات تبعياتها ولم تُؤخذ (لغرض واهي) بعين الاعتبار بل ظلَّت مُتأرجِحة بين التأجيل والتوافق على أفكار بها إسرائيل لفكِّ مثل الحواجز الإنسانية لصالحها تعيد ، ليتم الحسم بتوزيع الحقوق على الجميع بكيفية منصفة دون ما يقع بين الفينة والأخرى من إجراءات ارتجالية مؤسفة تؤلِم الكَبِد ، امرأة مهما عبّرتُ لن أفي لجمالها بما يشعّه من سعادة نفسية تجعل الكآبة وفد انقرضت من قاموس تعاريف الحالات الحسية لأحزان البشر ، بل وركّز نفس الحُسن على المحتضن إياه ليكون المُبارك الأكثر قناعة أنه أخذ من الزمرُّد كبرياء ثرائه ومن الجوهر لمعان بريقه ومن الذهب المٌصفَّى اصفرار كنز بين الكمّ والكيف مُخَزَّن في عشِّ اللقاء الأخصَّ من الخصوصي مَن بتيار نشوة الحب الحلال مُزوَّد .

... عادت من إسرائيل مغتبطة بما حققته  من فوز ساحق لارتباطنا معا دون تنغيص من أحد ، أكان من الجهاز ذاته أم المتطفلين الذين وُجِدوا لإفساد كل صرح جميل مشيّد على أساس جليل قوامه التعايش بالكثير بعد القليل بين أبناء وبنات آدم عليه السلام دون الالتفات لسياسات تكرِّس فوق أي أرض المعادلة غير العادلة تُوزِّع الناس على هواها هؤلاء سادة وهؤلاء عبيد ، عادت لتصارحني عن طيب خاطر باستعدادها الفوري لاعتناق العقيدة السمحة إن كان الأمر يُغَطِّي احتياجي في إرضاء ما تنصّ عليه شريعتى من شروط الارتباط الأسري بين المسلم وغير المسلمة على وجه التحديد .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

lundi 11 juillet 2022

ما أَصْبَرَه حفظَهُ الله ونَصَرَه

 

ما أَصْبَرَه حفظَهُ الله ونَصَرَه

سبتة : مصطفى منيغ

تقديس الوطن تربية وأخلاق ترعرعنا على فضائلها مذ كان الوطن وطناً ، فما عسانا تسجيله عمَّن انحازوا لجعله وعاء انتعاشٍ لطموحاتهم غير المشروعة هدفاً (حسب نفاقهم السياسي)  وازِناً ، غير ما يَحْياهُ في كآبةٍ طالَ أمدها وقد تشتَّتت تلك القيم بين مواسم تبكي زمناً ، كان المغرب فيه منارة خُلقٍ حميد ومنبع رأيٍ سديد ومدافع عن كرامته ببأس شديد لا مكان فيه لمن اتخذَ الجِّد بُهتاناً ، ولا حَكَمَ بالبراءة على مَن اغتصبَ أو قام بجُرم الزنا ، ولا مَن ضربَ صارخا بالحق عن رأي حر لتحويل صاحبه شيئاً عديم القيمة مُهاناً.

اليوم تآكلت تلك القدسية لُتقاس أخرى على مِقياس أشخاصٍ لا يهمهم مثل التخريف (كما يدَّعون) بل لا يقيمون لمصدره وَزناً ، تربعوا باسم القداسة على أحسن ما في المغرب أرضاً كانت أو ثغور بحرين أو أجزاء ضفتي نهر أو ما تحويه خزانات مِمَّا صداه رَنَّاناً ، يلمع كالماس فَاقِع اصفراره كالذهب المُغلّف (للتمويه) بالنحاس عند تهريبه ولا أحد غيرهم في الساحات العمومية الرسمية أو الخاصة  له مَكاناً .

الكل فقد طبيعته لا الشوارع منظمة ولا الحدائق بنجوم الأرض مفعمة ولا أسوار واقية غير مُكسَّرة حتى الأشجار هرب عنها اخضرارها فبدت كالسائل عَوْناً ، والمقصودة مدينة "فاس" عاصمة العلم في المغرب وكما يزيدون عليها أم الحضارة اعترافا لها ولمقامها عِرفاناً ، ضاع كل ذلك لتعود أسوأ مما بدأت حينما كانت ترى في جارتها "صفرو" المدينة الراقية قوماً ومَسكَناً. ... فَسُدَت "فاس" لتلتحقَ بتهميش ما هو شائع فيها كالصناعة التقليدية وعدم القدرة على تخطيط نماء متدرّج نحو الأفضل بتنسيقٍ مع وجود جامعة مبدعة تساير كفاءة طاقاتها البشرية ولا تنساق خلف السياسة التعليمية الحكومية المُتَجهة نحو الفلاس المبين شكلاً ومضمونا.

... "فاس" تُتَّخذ الآن مدخلا لانحطاط عصر يسرِي مفعوله على باقي المدن ابتداء من "وجدة" لغاية "طنجة" لأسباب قابلة للنشر بما تتطلَّبه من توضيحات مسهبة لا شك في مصداقيتها نَبعاً وبيانا ، إذا رأينا " فاس" من علو سمائها تعَجَّبنا ، من هول حقائق منها تلك الأراضي وما تكوِّنه من مساحات مُستغلَّة من طرف أصحاب النفوذ العليا منصباً ومكاناً ، وأيضا ما تنتجه المُشاهَدُ بوفرةٍ في دكاكين وأسواق المدينة أصنافا لها في ضيعات قريبة مقراً وعنوناً ، معرجين على "صفرو" لنقف وما شُيّدَ من أجله سد "علال الفاسي" لتيقنا ، أن المحصول المادي يُصرفُ خارج "فاس" ولا يُترك منه قيد أنملة بل يرحل مستوراً مُصاناً، حتى مسبح "عين الله" المُغطَّى التابع لجماعة "سَبْعْ رْوَاضِي" القروية أُنجِز بقرض لا زالت الجماعة منهمكة في رده لسنوات طوال ضغطا وامتحانا ، قس على ذلك ما أسِّست عمالة " إقليم (محافظة) مولاي يعقوب (الكائن مقرها بمدينة "فاس" ذاتها) ، لتكون مصارف أي تشييد أو إصلاح أو صيانة من ميزانيات هذه المؤسسة التنفيذية بجماعاتها القروية والحضرية  التابعة لوزارة الداخلية .

الحاصل في "فاس" يبقى النَّموذج المهم لما ينطبق على العديد من المدن الكبرى بل وما يُطبَّق عليها من مص واضح لخيرات وُضعت في قائمة المنفعة الخاصة لنفس ذوي النفوذ البالغة ثروتهم ما يكفي ويزيد بكثير عن حاجيات المملكة المغربية من أموال تغطى مديونتها الخارجية بالكامل ، وتوفر لكل تلك المدن ما تتطلبه من استثمارات تُلحقها بأرقى المدن العالمية ، بل وتقضي على البطالة القضاء المبرم وفي كل التخصصات ، وتشييد من الجامعات العمومية ما يغطي الطلب عليها من أبناء الشعب المغربي قاطبة ، وتوفير المستشفيات العاملة على تمثيل أجهزة الاستشفاء ذات القيم المعتبرة والمقاييس المطلوبة في كل الحواضر والقرى النموذجية ستكون بمثل الوضعية ، وهكذا نضع اليد على من يؤخر المغرب ويقدم نفسه ، بل من يولِّد الفقر والمآسي الاجتماعية الخطيرة ، ومن يزكِّي  غِناه المُهول . طبعا العالم من حول المغرب يعلم بذلك ويقدِّر صبر الشعب المغربي العظيم ، ولن يسكت متى آن الأوان لوضع كل في الموقع الذي يستحقه ، إذ عصر استرجاع الشعوب حقها في حكم نفسها بنفسها أصبح ضرورة تلوِّح بفرض وجودها قريبا . فما اصبر هذا الشعب المغربي حفظه الله ونصره وأيد الباري الحي القيوم ذو الجلال والإكرام كل خطوة يرقى بها سلم تحقيق ما يطمح اليه داخل وطن ، الركوع للبشر يُحرَّم بواسطة دستور مُعدّ من طرف حكماء الشعب وليس من بعض زعماء حُكامِ هذا الشعب . 

مصطفى مُنيغْ

سفير السلام العالمي

lundi 20 juin 2022

المَغْرِب الأَحْسَن فيه كئيب

 

المَغْرِب الأَحْسَن فيه كئيب

سبتة : مصطفى مُنِيغْ

أحسن ما في المغرب المغاربة الشرفاء ، وأحسن ما في هؤلاء المغاربة صبر الحكماء ، لحدِّ احتمال الشدَّة على أمل حلول انفراج الرخاء ، إذ منذ استقلال البلاد وأغلبية العباد من أفقر الفقراء بسبب مثل الصبر في الضراء ، المتكرِّر عن قيمة موروثة مرحلة بعد أخرى إلى أن انحصر مثل السخاء ، فيمن استوطن اليأس دواويرهم المُهمَّشَة وحقوقهم المُهَشَّمَة وأوراق تعارفهم الهشَّة الدالة فقط عن مقامهم تحت نفس العلياء. وهل أحسن ممَّا ذُكِر غير إضافة كل أشكال عدم الحياء ، المميِّز في السياسات المُتَّبعة من عقود تصرفات حكامٍ أدخلوا ما عداهم فضاء الغباء ، المتواصل كالدائرة المتدحرجة بهم مهما كان المستقبل محمَّل بأضعاف النقط السوداء ، الجاعل عِلَّة الخصاص من ظواهر وأسس البقاء ، على نفس المستوى مهما تجدَّد الإجراء ، المبتكر لإيهام العامة أن القادم  باسط ايجابيات النماء ، والواقع بعد فترة يعيد الواعين لأطول إغماء ، يوصل حاضرهم بما مضى على سواهم من ملايين الأشقياء ، الذين تجرعوا الوعود من خمسين سنة معززة بعشرين أخريات حَصَّنَها الظلم الاجتماعي على يد قلة من الأثرياء الأقوياء .

الأحسن ما في المغرب الأرض الخصبة المعطاء ، وأحسن هذه الأرض بحوزة المحظوظين المختارين كزعماء ، مهامهم تقضى تمتّعهم دون بقية الخلق بأمثل رخاء ، اشتغلوا أو ارتاحوا للأمر والنهي  المهم مقامهم يكفي لإسكات المنادين في الأرياف والحواضر بالتوزيع العادل للثروة الوطنية  المدبرة كالعادة في الخفاء .

الأحسن ما في المغرب الحكومة الحالية  المدافعة الوفية على مصالح غير المحتاجين لأي شيء أو حتى لأي أحد يدافع عنهم ما داموا أصحاب القدرة على دفع الملايين لتقبُّل أي شيء بصمت النكساء .  حكومة تحكم عن غير هواها وإنما عن أي هواء ، يهب من ناحية مفقودة فيها المشاركة في الكلام هي نَعَم وحاضر والسلام ومباشرة للتنفيذ بعد تقديم فروض الطاعة في إتقان عملية الانحناء ، الزيادة في الأسعار بدل الزيادة في ضرب المتظاهرين والتنكيل بالأطفال والمسنين والنساء ،  حتى المحروقات ملايير مبيعاتها تدخل لجيبي رئيس الحكومة وليس للغرباء ، أليس في هذا محافظة على الأموال لتظل بين يدي المغاربة خدام هذه الدولة الشريفة من الفضلاء ، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي القدير الحي القيوم ذي الجلال والإكرام يسبِّح بحمده مَن في الأرض والسماء .

 الأسوأ ما في المغرب الاندماج في صمت المُبعَدين عن مزاولة حقوقهم كبشر مهما كانت الظروف سانحة بقوة القوانين المعمول بها وليس منة من أحد أو أغلى عطاء ، الأسوأ في تركيب معادلة مؤسسات الديمقراطية معطلة داخلها والتباهي أمام الخارج أن البلد آمِنٌ والسِّلم الاجتماعي قاعدة وليس باستثناء ، الأسوأ ما تشهد به الحقيقة عن انعدام المساواة وإزهاق الحق والتمادي في تدبير الشأن العام ونشر ثقافة الإقصاء ، الأسوأ أن الفلاحة لم تعد فلاحة إلا وجماعة محتكرة منافعها بما يؤكد أن الاستغلال حاصل في الميدان وخارج تلك الجماعة ليصرخ مَن يشاء ، فلا أحد سينصفه لكن مهما طال الزمن سيعود المغرب لأصحابه  المخلصين لأصلهم ولمن سبقوهم من أجيال المعارك الكبرى (كوادي المخازن) أوفياء .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

lundi 27 septembre 2021

كالأمْس، غداً تشرق الشَّمْس

كالأمْس، غداً تشرق الشَّمْس


بروكسيل : مصطفى منيغ

ما استمرَّ نظام حُكمٍ الشَّعب غاضب عليه ، كالحاصل الآن في الجزائر واليمن ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين والسودان وأفغانستان والقائمة تطول عبر العالم داخل قَرّاته ، الاحتجاجات متواصلة وسجون الجزائر مزدحمة بالمحكوم عليهم جوراً من أبناء شعب المليون ونصف المليون شهيد لمجرَّد وقوفهم في مواجهة جبروت جماعة من قادة جيش أُحِيلَ بتوجيههم على محاربة أهله ، وكأنهم من كوبٍ آخر لا يهمُّهم بشر مكدَّس في دولةِ الفقرِ والجزائر كبلدٍ من أغنى بلاد العالم لو وُجِد مَن يُحسن تدبير شؤونه ، فأي ظُُلم أشرس ممَّا يُمارس منذ سنوات على شعبٍ دون أن يُواجه بما  لعبرةٍ يحوّله ، تُتّخَذ لتربية مَن يتحمَّلون مسؤولية حُكمِ شعوبٍ لا تَقِلّ قهراً عمَّا يتعرّض له الشعب الجزائري للأسف الشديد فوق أرضه . الدموع مُشكلة أنهار تُسكَب من مأقى اليتامى والأرامل والمسنِّين ورثة الشهداء الأبرار الذين أرادوا للجزائر الحرية والكرامة والعزة والسؤدد فإذا بها مبتلية بأصحاب البطون التي لا تشبع والتصرفات لأحَدٍ لا تنفع وللثروات بالنهب المُمنهج لذاتها تجمع وليُترَك الباقي لمصيره ، متشرداً حياً/ مَيِّتاً لا يقْوَى على محاربة أعدائه ، مِن جنرالات آخر زمن كبروا على مصِّ لبن فرنسا الاستعمارية لتتبناهم وتقذفهم للتّنغيص على شعبٍ جزائريّ أصيلٍ ما أشقاه بهم .

... السودان ، المُصاب بتجهّم الزمان ، بوجود سلطةٍ لا تُراعي حقَّ الشعب مهما كان الميدان ، كحرفٍ من حروفِ عَِّلةٍ تُمَيِّزُ بأَجْوَفِ فعْلِ "كان"، آخر إبداعاتها "انقلاب" لتحويل غضب الرأي العام لمسار الانتباه لخارج ملعب فرسان ، يتسابقون لاستغلال ما كُلّفوا بانجازه سراً من طرفِ الأمريكان ، لا تهم "شيوعتهم" ما دامت عير تابعة لا لروسيا ولا للصين وعقيدتهم غير خاضه لا لمكّة ولا للفاتيكان ، جماعة من "العسكريين" وجدوها سانحة للسطو على مناجم الذهب وما قد يعثروا عليه بالسَّاهل من لؤلؤ ومرجان ، كأن السودان أمام من يفرغها من رزق شعبها المصابة طليعته بالخذلان ، اعتقل الخوف بعض من أبطالها الشجعان ، والباقي داهمتهم موجة الصمت لتمنع اتصال يشعلها ثورة مجيدة لإنقاذ أشرف وطن ، أرادوا بالانقلاب توريط المخابرات المصرية بإيعاز من دولة عربية تموّل مثل المؤامرات لتتربع فوق رؤوس ما تسميهم بأقرب الخلان ، لتقتسم معهم خيرات نفس المكان ، الذي تحكمه معهم بدهاء فاق مكر الشيطان .

... لبنان، جميل الطبيعة والبنيان، ماذا اقترف شعبه الطيب الواعي المثقف

النظيف العقل الفصيح اللسان ؟؟؟، ليُعاقب بما يؤخّر ويخرّب ويفجّر ويروّع بال الإناث الصغيرات منهن كالكبيرات  بعد الشيوخ والصبيان ، أهو الانتماء الأعمى للطوائف مثل رئيس البرلمان ، مضاف لحزب تابع قلباً وقالباً لدولة إيران ؟؟؟ ، أم ضعف رئيس دولة اختار بين الشعب والمصلحة الذاتية الأخيرة ليُنهي ما تبقَّي له من عمرٍ في أمان ، مُتناسياً أنَّ الرُّتَبَ العسكرية مهما مجّدت حاملها لا ترقَى على موقف مهما كان قصيراً من رِضا أو سخط الشعب الموحَّد الأركان ،  فلا قيمة لمن جعل أيادي لبنان لتتسوَّل القوت من نُظُم الطغيان ، الملطّخة ضمائرها بدم الأبرياء في سوريا كاليمن .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

 

mercredi 3 février 2021

تطوان تدخل سَنَة الأحزان

تطوان تدخل سَنَة الأحزان

برشلونة : مصطفى منيغ

تطوان صفعها قرار السلطات الاسبانية القاضي بحرمانها الدخول لإحياء الرَّحم مع شقيقتها "سبتة" ، كهدية رأس السنة الجديدة الموجهة لرئيس الحكومة "العثماني" ، الذي لا تنقصه الضغوط الملفوف بها أصبح ، بعد التوقيع مع الأطراف الإسرائيلية  والأمريكية اتفاقية التطبيع الرسمي مع إسرائيل ، لدرجة أدخلت المسؤول التنفيذي السامي ، لمعترك تأجيل انعقاد الدورة الاستثنائية لمجلس حزبه الوطني ، تفاديا لأية اصطدامات مؤثرة لحد ما ،  آتية في الطريق ، قد تلزم بحدوث تغييرات لمواقف  غير سارة بالنسبة لوضعه كأمين عام لحزب العدالة و التنمية ، تطوان متجهمة للمصاب الجلل الذي حرمها ووصيفتيها "المْضْيق" و"الفِنِيدَقْ" الدخول للمُخفِّفة كربها المجففة دموعها "سبتة"، ساعات الإحساس بضيق التنفّس لانسداد شرايين رئتها اليُمنى في توقيت اختلط الهم بالغم لتبدو يكاد الغضب (الذي ظل دفينا لأسباب جد معروفة) قد ينفجر بغتة ،عن طريق  الآلاف من نسائها عاملات كنّ في بيوت الاسبان وأصبحن "ربنا كما خلقتنا" ، وكما الفقر عدوته البطالة ، الأخيرة من مصائبها الصبر يفقد مزايا التعقّل لدى الإنسان ، فلا يدري أي الاتجاهين الأقرب لتفكيره الآني ، اعتماد الحرام لسد الرمق ظناً أنه مباح في مثل المواقف الاستثنائية إن سيطرت على كيانه فعلاً ، أو التوجه  إلى السجن عن صنيع ولو خفيف ارتكبه  للتمتُّع بوجَبات تبقيه على قيد الحياة ، مقيّد الحرية لا يهم ، فليس لليائس اختيار ، مادام الأمر حُسِم في الانهيار ، الشارع المقطوع بسبب "كرونا" أمامه ، ومنفذ "سبتة" مسدود وراءه ، البطالة واكراهاتها على يمينه ، ومتطلبات الحياة الكريمة المنعدمة على يساره ، إن تواجد في البيت تعذّبَ وإن هرب للخلاء ضميره تألم ، إن طرق أبواب المسؤولين المحليين (حتى تكلّ يداه) بصمتهم اصطدم ، ومهما بحث بالحلال عن القليل بالفشل تأزم ، إن بات في العراء أصبح يحكي لنفسه شراسة ظلم الظلام ، في مدينة لم تألف سماع أو ترديد مثل الكلام ، وهي مقبلة على سنة جديدة بالوردية من الأحلام ، لن يضيف لواقعها بالتعبير الفصيح  إلا مزيد تأزُّم ، يحوِّل لِهِرِّ بلا فروة مَنْ كان بالأمس القريب أضخم ضرغام ، ومَن كانت بخلخال يطوق كعبها رنينه يجلب سكان الحي لتمييز مرورها لممارسة شعائر الحداثة  في بيوت خمائلها من الدنتيل المستورد من وطن البقر واللبن الخالي من الغش الأبيض منه كالأقرب للاصفرار ، والجبن اللذيذ  المتحمِّل مغادرة أبهى الديار، أينما جلبه النفع التجاري لجديد مقام فيه عن طيب خاطر استقر ، أجل من كانت شهيرة بخلخالها ذاك ومثلها لكثرتهن لا تخفيهن تفاصيل أخبار ، عادت بعدما ساق لها القدر ، أسوأ ما تلقَّته من إخطار ، شاع بين الجميع من بائع الخبز التقليدي   إلي دكان الدقيق والزيت والصابون وعود الثقاب وقنينات الغاز والسكر ، دون إغفال زبائن الجزار ، والمشهور بالثرثرة ذاك التاجر في الخضر ، والغائب زبون في ترويج مثل الوقائع لمن حضر ، بكونها فقدت مثلها مثل سكان تطوان حق التوافد على سبتة دون الحصول على تأشيرة لا تُعطى بعد اليوم ، إلا بشروط من الأحسن عدم ذكرها تفصيلا أو باختصار ، "العثماني" أدرى بها إن تكرََّّم انطلاقاً من مسؤولياته الرسمية الدستورية مطالبة الحكومة الاسبانية التعامل بالمثل ، حتى لا توسِّع احتلالها لسبتة بإباحة التراب المغربي لدخولها المدلَّل بغير حاجة لتأشيرة ، مادام الأمر متعلق بالكرامة الوطنية ، وليس بتطوان وحدها ، حتى لا تتعرض لسنة 2021 لواقع مضافة أحزانه لما عشَّشت وسطها لأجل غير مُسمَّى من أحزان .  

       مصطفى منيغ

 

mardi 23 juin 2020

تطوان فرصة ، مفاجأة ، إمعان

تطوان فرصة ، مفاجأة ، إمعان
برشلونة : مصطفى منيغ / Mustapha Mounirh
الشمال رأس الجسد المغربي عقله تطوان ، مُستَقََرّ الحِكْمَة وأُنْموذَج جمال مكان ، مًحاط بما ابدعته تصاميم فنان ، حالماً أرادَ مزجها بغرناطة إستلطافاً لمذاق الرُمَّان ، تخيَّلها تستحِق الأَحْسَن ، فزادها رونق بستان ، مُعلَّق بحضنها
في حنان ، اسمه "رياض عشاق" أيام نزهة سَلْوان ، حينما كانت عاصمة اقليم يمتد نفوذ ترابه الإداري من "وَزَّانْ"، لغاية "عَرْبَاوَة" نقطة تَمَاس الفرنسين بالاسبان ، تاريخ توزيع احتلال المغرب بينهما كوكعة زمان .
تركتُ فيها مِن العمر أجمل ما كان ،ناقشاً بين حاراتها العتيقة أحسن ما أفْشَى العِشق على لسان كروان ، ابيات شعر تنثر همسات شاب بين شرفات منازل لي فيها أوثق حكايات كتابٍ لم أجد له ألْيَقَ عُنوان ، تعود الذاكرة لتتمرغ بين أحداثها الحِسان ، لتحِن كلما دَنَا فصل الاشتياق لمَن كُنَّ كنجمات يتلألأ شعاع جمالهن في علياء خيال فَتَّان ، يصوِّر بالكلمات شَذَا اكليل جَمَعَ ورود الياسمين والريحان ، في عيني أسعد انسان ،  نأى في رحلة بحث عن استقرار دامت نصف العمر  بين ديار الألمان ، وقبلها الإسبان ، وأرز لبنان ، فأثينا اليونان، لغاية عاصمة الأمريكان ، مروراً في الجزائر بمدينة وهران ، في اتجاه القاهرة عاصمة العُربان ، وما ابعد طعم الماضي وقار شيخوخة عن معاندة قسوة النسيان . إذ بقيت عذراء المدن المغربية على دلالها بأثمن ما في الحضارة تتزَيَّن ، إن طالها غبار التهميش عهداً شابهها الذهب متى أخْرِجَ من خَزَّان ، زادته خيوط شمس الأهتمام كما جرى بها ما يُلحق الأصل الأصيل لمكانة لا تتغير باكراهات كانت للحرمان أتقل أوان ، مقبلة من تلقاء صبرها  على صقل معالمها لتعاود نفس اللمعان ، في حيوية لم تستوطن غيرها مهما الصروف اقتحمت لإيقافها بما لم يكن في الحسبان ، كالحاصل مؤخراً مع وباء "كورونا" غير التارك حيلة إلاَّ وانفعل بها لتحريض الحياة على الابدان ، فتنسلخ هذه عن تلك لتَضْحَى الأخيرة مُجَرّد جثامين في قبور مُسْتَعْجَل حفرها مُبْعَدَة زيارتها عمَّن كانوا لها الأقارب والخلان ، لكنها تِطْوَان  تتقن التكيُّف امتثالاً لضمان نجاة عن ذكاء يترك مَن زاد عن الضروريات لتوقيت أخر يعمًّه الأمان ، لتنسحب محصِّنة نفسها بما يحفظها من بطش مجهول متجوِّل وسطها مختفي عن العيان ، يهجم كلما تَشَهَّى رذاذ سُعال مصابٍ صَدْر مُقربٍ ليلزمه ومن معه خلوة لا مَسْلك له منها إلا باتجاهين شفاء لمسايرة العمر، أو الاستقرار في قبر على شاكلة أعمق جحر،   
  الإخلاص لمرتع الصِّبَا في ديار غربة واجب الواجب ، لمن لأصله أَحَبَّ أن يحِب ، بدون ذلك الحاضر كالغائب ، كالاتي غداً مجَرَّدَ سراب ، يُضفي على جسدٍ متحرِّك غير واجد لعِلَّة وحدته طبيب ، يعيد وقفته باقتناع متجدِّدٍ عجيب ، يتلمس بالعقل أنَّ الفؤاد لا يختَصّ بِدَخِّ دم الحياة فقط بل لضبط خفقان على وقع رضا الضمير في تناغم مع تصرفات مكنتها التربية من التبات على وتيرة لا تزيع عما عُهِد لها بالتمام .
... ما الصُدْفَة إلاَّ تَرتِيب مُسْبَق يُدَغْدِغ الشعور  الباطني  فترة محسوبة تظل على مناسبة تنتظر ترخيص الأقدار، لِتَتِمّ في لحظةٍ قد تكون في حاجة لمُعايَشَةِ حَدَثها، كي يخرجَ مَن يخرِج حيث شاءت ارادته لأمر يحسه من زمان مضى ، وييجهل مفعوله مُستقبلاً ، كل مجبول عمَّا ترسَّخ في ذهنه مع أولى خطوات لا يدري أين تسوقه خارج طرقات تَعلََّمَ انطلاق أولاها من بيته فالعودة إليه صحبة طفلة الجيران ، فالثانية وقد التصقت تضاريسها في عقله لينفرد متحملاً مسؤولية نفس التنقُّلِ ذهاباً واياباً ، وفوق العاشرة تبدأ الرحلة منضبطة على قاعدة برنامج مُعِدٍّ بما تلقاه في البيت والمدرسة وزقاق الحارة فالمدينة برمتها ، بعدها تتدخَّل فِطْرَة الاختيار المؤدي لنقش صفة شخصيته الخاصة على جبين الزمن يُكَيِّفُها مهما وصل لما يريد بمحض ارادته ، أو لما كَرِهَ مُنْساقاً خلف أخطاء ارتكبها عن حسن نية دون أن يقكر في حجم وقائعها السلبية على مساره في حياة عند نقطة التوقُّف لمراجعة مباحة ، أو الاستمرار في مغامرة لمستقبل جارحة .
إطالة التمَعُّن كقِصرهِ لا يفيد المَعْني إلاَّ بقدر التجربة التي مَرَّ منها بدراية تُفَصِّل الوقائع حسب الأهمية المُستَحَقَّة لكل منها على حدة، ومَبْلَغِ التأثير المَتروك على نفسيته مُحتِّماً إياه باتخاذ موقف فرضت عليه الظروف التمعن ليتجه حيث يتحمل عبء اتجاهه ذاك، خيراً صافِيَ المَظهرِ نَقِيَّ الجَوْفِ بما في الدارَيْن ينفع، مهما احتاج يَجد مَن لحسناته يشفع ، أو خيراً مُبَطَّنَ السَّطْحِ بما يَلْمَع ، مُلَطَّخَ الجَوْهَرِ بما يفزع حتى الفزع، متى ندم عثر عمَّن يبقيه العمر عيناه بالدم تَدْمَع .
المفاجأة تغيير المُعتاد بالأفضل أو الأسوأ في توقيت سبقت برمجته اسباب لم تكتمل لما استعدَّت له أثناء مواجهة قد تنتهي متى تمت ببسمة تحيي ما سبق بين طرفين أو باصطدام يضر أحدهما. في الواقع ما اتَّخَذَتْهُ المفاجأة مِن مفهومٍ شائع ، لا ينقص أو يزيد عن ماضي لم ينتقل لحاضر يتلاشى فيه أو لتأثير مميَّز لمستقبل كخلاصة تلزم شروحاُ تحبذ الذاكرة تخزينها لتكرار الاستفادة منها كلما دعت الضرورة ذلك.  
الصدفة / التمعن/ المفاجأة، مهما كان الترتيب يفضي لنفس تقارب الواقع بما وقع عما وقع ليقع ما يقع، حالما يُوضع المَعنَى المستخلص في سياق يعبر عن عمق فهم المراد تركيبه ، لمواجهة ما المفروض مواحهته بما يستحق، ليبقى التأثير عند حده مهما تكرر  وجوده، أو يتطور باعتبار الزمان والمكان في حاضر لم يعد يعبأ بالماضي، إلاَّ بقدر تعلق بمستقبل مهيأ سعت مستجداته اسبدال حقايق بأخرى ، دون حاجة لاعادة الاجتهاد مِن جديد على ضوء الثلاثي السابق "الصدفة/ المفاجأة/ التمعن".
... لم أكن أنتظر أحدا حينما طرق بابي طارق ، يتبين لي بعد فتح الباب أنها طارقة تجرأت على الطوارئ الصحية ، لتقحم نفسها في مشاكل ملاحقة رجال الحراسة المدنية المقيَّدين في اسبانيا بتطبيق القانون بصرامة دون امتثال لعاطفة ، وما أن قرأت الدهشة على محياي حتى بادرتني بتفسير عملها الراغبة به استرجاع ذكرى لن يثنيها عائق دون اعادة أحداثها ، وكأن الزمان لا يعني شيئاً مروره ، طال أو سَدَّ منافذ الفكر، عن تسرب ضوء سعادة تُنشِّط العقل ، ليستقبل نفس الحدث الذي حدث من عقود  بنفس المتعة وكأنَّ الأمس البعيد التحم بيوم اليوم في سرعة تفوق سرعة الضوء بل أسرع ، جلست بغير استئذان كأنها صاحبة البيت وأنا الضيف ، تصرف غير مألوف "هنا" حيث خصوصيات الفرد مقدسة ، وما يريد يطبقه دون إلحاق الضرر بالآخر ، لكن مع اللحظات وتمعن التظر، بانتباه لنفس المنظر، المتكرر في مرحلة في دارٍ غير منتسبة لهذه الديار ، صرختُ مستفسراً أأنت "فلانة" ؟؟؟، لأجيب نفسي ، بالتأكيد أنت فلانة ، طفلة الجيران ، اغرورقت عيناها بالدموع لتخاطبني بأدب جَمّ، كحالها معي من زمان في مدينتينا تطوان :
- علمتُ برحيلكَ لمدينة أثينا اليونانية فأدركتُ أن ترتيبَ الحُلُم أوصلنا لنَفَقٍ مسدود ، لم يكن أمامي إلا مرافقة والدي في هجرة مطوَّلة للولايات المتحدة الأمريكية، هناك اشتغلت في مشروع تجاري أقامه والدي لنعيش على مردوده في بحبوحة من العيش، طبعا مَثّلتُ الشركة في عدة دول لأحقق نجاحاً تجارياً فاق كل تصوراتي ، من شهور قررتُ ايقاف كل نشاطاتي والعودة لموطني الأصلي ، لنفس الدار التي ضمتني وأسرتي في نفس الزقاق الذي علَّمتك فيه المغادرة والعودة لبيت اسرتك الملتصق لبيتي . نظمت الرحلة وفق محطات أتوقف عندها ، أخرها كانت  برشلونة ، لاستريح قليلاً متفقدة في نفس الوقت بعض مصالحي التجارية فحصل ما حتم بقائي هنا، فيروس كورونا القاطع سبل التنقل جوا وبحرا ، وبقدر ما حزنت  عمَّنى السرور حينما اطلعت بالصدفة على مقالاتك المتضمنة صورتك في أحد المواقع الالكترونية ، فكلفت مَن أوصلني لغاية بيتك لنتقاسم معا الإنتظار ، نرحل بعده لمن اخذناها دوما محل أسمى اعتبار ، العزيزة تطوان .   
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي في سيدني-استراليا

mercredi 13 février 2019

من أسوان إلى تطوان 2

من أسوان إلى تطوان 2
أسوان : مصطفى منيغ
على أرضها المباركة المَُبلَّلَةِ بعَرَقِ ملايين البشر عبيداً شيَّدوا ، من الجماد معجزات ومع رحلة الزمن عَبْرَ أحفادهم جيلا ًبعد جيل تمَرَّدوا، كخير سَلَف لاقوى خلف أصبحوا، وأسياداًً سادوا، تحت مسمَّيات تمحي ما تقدَّم منها سابقتها وبالتالي كلهم بادوا ، مذ كانت "أسوان" إلى دخول الاسلام ليبدأ فيها أولى صفحات الايمان آخرها عايشت تأسيس "الأزهر" الشريف يُبقي للدين السمح الحنيف هيبته في بيوت الله مهما كانت الديار في القارات الحمس وإلى الآن وأنا من الضفة الغربية ممّن صَوبها فوق "خزان أسوان" عبروا، شاعراًً بالغريب العجيب سادني مُعَبِّراً على لساني : من تَسَنَّى له الحضور إلى "هنا" أمامه خياران لا ثالث لهما أن يحب مصر الحب الحقيقى لا مكان فيه للإنحياز السياسي الراكب على تمرير اتجاه باتجاه ثاني أو التطبيل لجهة معينة جهراً والتزمير لاخرى سراً أكان الدافع واضحا أو مرموزاً ، أن يحب مصر ويحترم "صعيدها" بما فيه من أخلاقيات  وأعراف وشيم تمثل واجهة الرجولة الفذة، والحمد على النعمة، والإكتفاء بالحلال مهما قدم الأخير لصاحبه أضيق خدمة، وأن يروي عطشه (كما رويتُ شخصياً عطشى) بماء النيل مباشرة دون تصفية أو اضافة أي مادة كيماوية ، أما الخيار الثاني أن يرحل ، وإن لم يفعل فمصر كفيلة بذلك عن أدب جمّ ، وألْسِنَة محلية تفوه بحلو نغم ، بعد أداء واجب الزيارة .
 أسوان ، لمصر الميلاد والتاريخ أدق وأعمق عنوان، مَنْ وَصَلها بالخير عانقته بالاحضان ، عناق فؤاد أم الدنيا لمن دخلها بنية حسنة وأمان ، لا تسألُ من أين أتيتََ ، بنباهتها  تحدِّد جنسيتك ، وتتصرف بهدوء وثقة في النفس معك، خلال اول لقاء ، بعدها تمكِّنكَ من المقام الذي تختاره ليرحِّب بك أهله وكأنك من أفراد الأسرة ، ذاك سر مرتبط بما سبق ذكره عن محبة مصر الحب الطبيعي البعيد عن مساحيق المجاملة العقيمة واستغلال الفرص المجانية .
اسوان حزان للمعرفة والعلوم ، وسكنٌ مريحٌ دائمٌ لمياه استمرار الحياة ليوم النشورالمعلوم، عاشقها مثلي يسمع لهدوء سريان النيل النبيل لحناً يسبح لخالقه في ترنيمات يترجمها المنصت بقلبه تضرعات للباري الوهاب أن يحفظ مصر وأهل مصر بما حفظ به القرآن الكريم ، فيها تحسُّ أنك تلامس مع كل خطوة تتقدم بها نحو أول سد شيد (انطلاقا من سنة 1899 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني كأكبر سد في عالم ذاك العصر، طوله 2141 وعرضه 9 أمتار ، تتخلله 180 بوابة ) أن خيالََ مَنْ طَواهُم الثَّرَى من سنين ساحقة في عمر الزمن يقدمون ما تشتهيه من حماس البحث عن السر الدفين لحقيقة هذه الأرض .. إن كانت مسكونة مع بدء البدء  بالبشر وحسب .. أم بأرواح لا يعلم شكلها ولا مهامها سوى الحي القيوم ، إذ ما وُجد كتراث ليظل حتى الفناء، مُلزَمٌ بتهيئ الأساسات المعجزة صلبة تنأى به عن الزوال قبل ذاك الأوان المحسوم .
مصطفى منسغ
Mustapha Mounirh
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان بسيدني – أستراليا

الكاتب العام الوطني لنقابة الأمل المغربية

jeudi 17 janvier 2019

العدالة دولة


العدالة دولة
تطوان : مصطفى منيغ

حق وقانون بين يدي ضمير قاضي مدرك أن الحساب يوم النشور واقع لا ريب فيه ، لضبط ما كان وما يليه ، نعيم دائم يجازيه، أم ألم مهما تشدَّد لا يكفيه ، جنة كما يَعيها المؤمن المتعبِّد بالشروط المعهودة أو جهنم بلهيبها الحارق المُبْقِي على الشعور بها داخل دائرة لوحده تعنيه ،
مجتمع متجمِّع على حكمة التربية المانحة الأسبقية قياماً بالواجب حيال تطور الحياة من صُغرى المتطلبات إلى كبريات ما العقل المتزعم قافلة التدبير يسديه ، ضامن بالعدل إلحاق الاجتهادات المبذولة بمصير الخواتم الإيجابية الطيبة بما ظهر أو خفي فيه .
شعب ليس بالسياسة يُقِيم أساسياته بل بجناحي العدالة كدولة وسيادة للكل فيها قاضي يمينه ضمير ويساره قانون وبالتالي مبدأ الحكم المستحق من مكاره السقوط يقيه .
العدالة عدل يبسط السلام بين الأنام ولسبب مهما قدم للحرب لسلة الاندثار يرميه، العدالة ينبوع للمحبة والوئام كالانتصار على ظلم الظلام والقدرة على التمعن في التاريخ الصادق وما يرويه ، ما بقي كيان هُمِّشَت العدالة بين هوامش مفاسده ، ولا اضمحلت أمة العدالة بينها حكم لا يزيغ عن الأمر بالمعروف والقضاء بالقانون على المنكر والمجون والتَّيه.
في اليمن الحبيب أرواح تُزهق بغير حق المسؤول عن ذلك معروف بالدليل المستوفي لشروط الحكم عليه بما يعيد ما لذاك البلد من عزة وكرامة ومجد وسؤدد وكل جميل ونبيل فيه .
فلسطين هل سأل العقلاء المنتسبون إليها عن حال الوضعية هناك بعد عقدين قادمين إن كان العجز والفشل مخيم عن تحقين الوحدة بين الشطرين المنباعدين المتحاربين على كراسي الحكم القائمة بين رام الله وغزة ؟ ألهذا الدرك انحدر المنطق الفلسطيني بثقل ما برمز إليه؟.
العراق بعدم الخضوع للعدل احترق وما بقي غير شعارات تطاير بها الورق بعد حين يتمزق بما له وما عليه.
العدالة دولة غيِّبت في الثلاثي كما الذكر سبق لذا المستقبل فيهن قاتم والاستقرار داخلهن عائم  والصراع وسطهن قائم وعليه موعد الرجوع إلى شرح البدء فيه كعدمه .
مصطفى منيغ
Mustapha Mounirh
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني  - استراليا

الكاتب العام الوطني لنقابة الأمل المغربية

mardi 15 janvier 2019

في ذكرى ميلادك يا ناصر

في ذكرى ميلادك يا ناصر
صبحي غندور*


يعتبر البعض أنّ الكتابة عن ناصر هي مجرد حنين عاطفي لمرحلة ولّت ولن تعود، بينما يُغرق هذا البعض الأمَّة في خلافاتٍ ورواياتٍ وأحاديث عمرها أكثر من 14 قرناً، والهدف منها ليس إعادة نهضة الأمَّة العربية، بل تقسيمها إلى دويلات طائفية ومذهبية تتناسب مع الإصرار الإسرائيلي على تحصيل اعتراف فلسطيني وعربي بالهُويّة اليهودية لدولة إسرائيل، بحيث تكون "الدولة اليهودية" نموذجاً لدويلات دينية ومذهبية منشودة في المنطقة كلّها!.
نعم يا جمال عبد الناصر، فنحن نعيش الآن، في ذكرى ميلادك ال101 (15/1/1918)، نتائج "الزمن الإسرائيلي" الذي جرى اعتماده بعد رحيلك المفاجئ عام 1970، ثمّ بعد الانقلاب الذي حدث على "زمن القومية العربية"، والذي كانت مصر تقوده في عقديْ الخمسينات والستّينات من القرن الماضي. فاليوم يشهد معظم بلاد العرب "حوادث عنف تقسيمية" و"أحاديث طائفية ومذهبية وإثنية" لتفتيت الأوطان نفسها.. لا الهويّة العربية وحدها.
هو "زمنٌ إسرائيلي" نعيشه الآن يا ناصر على مستوى العالم أيضاً. فعصر "كتلة عدم الانحياز لأحد المعسكرين الدوليين"، الذي كانت مصر رائدته، تحّول إلى عصر صراع "الشرق الإسلامي" مع "الغرب المسيحي"، بينما يستمر تهميش "الصراع العربي/الصهيوني"، وفي هاتين الحالتين،  المكاسب الإسرائيلية ضخمة جداً!.
لقد أتت المنيّة ناصر (بفعل قدري أو بجريمة تسميم) وهو يجتهد ويُجاهد لوقف الصراعات العربية التي تفجّر بعضها آنذاك دمّاً في شوارع الأردن، بين الجيش الأردني والمنظمّات الفلسطينية. وكان ذلك نابعاً من حرصه الشديد على التضامن العربي الفعّال الذي بناه في قمّة الخرطوم عقب حرب العام 1967، حيث وضعت هذه القمّة حدّاً لمرحلة الصراعات العربية، كما بدأ بعدها ما عُرف باسم "إستراتجية إزالة آثار العدوان وأولويّة المعركة مع إسرائيل".
رحمك الله يا جمال عبد الناصر، فقد كنت تكرّر دائماً: "غزَّة والضفَّة والقدس قبل سيناء.. والجولان قبل سيناء"، وأدركتَ أنَّ قوّة مصر هي في عروبتها، وأنَّ أمن مصر لا ينفصل عن أمن مشرق الأمَّة العربية ومغربها ووادي نيلها الممتد في العمق الإفريقي.
رحمك الله يا جمال عبد الناصر، فأنت رفضت إعطاء أي أفضلية لعائلتك وأبنائك، لا في المدارس والجامعات ولا في الأعمال والحياة العامة، فكيف بالسياسة والحكم!! وتوفّيت يا ناصر وزوجتك لا تملك المنزل الذي كانت تعيش فيه، فكنت نموذجاً قيادياً عظيماً بينما ينخر الفساد الآن في معظم مؤسّسات الحكم بالعالم.
اليوم، نجد واقعاً عربياً مغايراً لما كان عليه العرب في أيامك يا ناصر.. اليوم أُستبدلت "الهويّة العربية" بالهويّات الطائفية والمذهبية ولصالح الحروب والانقسامات الوطنية الداخلية. اليوم تزداد الصراعات العربية البينية بينما ينشط "التطبيع مع إسرائيل"!!.
اليوم تتحقّق في المنطقة العربية أهداف سياسية كانت مطلوبة إسرائيلياً ودولياً من حرب 1967.. فالأرض العربية بعد غيابك يا ناصر راحت تتشقّق لتخرج من بين أوحالها مظاهر التفتّت الداخلي كلّها، وكذلك الصراعات المحليّة المسلّحة بأسماء طائفيّة أو مذهبية، ولتبدأ ظاهرة التآكل العربي الداخلي كبدايةٍ لازمة لمطلب السيطرة الخارجية والصهيونية.
البعض في المنطقة العربية وجد الحلَّ في العودة إلى "عصر الجاهلية" وصراعاتها القبلية، تحت أسماء وشعارات دينية، وهو يستهزئ بالحديث الآن عن "حقبة ناصر" التي ولّت!!. وبعضٌ عربيٌّ آخر رأى "نموذجه" في الحلّ بعودة البلاد العربية إلى مرحلة ما قبل عصرك يا ناصر، أي العقود الأولى من القرن العشرين التي تميّزت بتحكّم وهيمنة الغرب على الشرق! فهكذا هو واقع حال العرب اليوم بعد غيابك يا عبد الناصر: نصف قرن من الانحدار المتواصل!. نعم مصر تغيّرت، والمنطقة العربية تغيّرت، والعالم بأسره شهد ويشهد متغيّراتٍ جذرية في عموم المجالات .. لكن ما لم يتغيّر هو طبيعة التحدّيات المستمرّة على العرب منذ مائة سنة، هي عمر التوأمة والتزامن بين "وعد بلفور" وبين تفتيت المنطقة وتقسيمها لصالح القوى الكبرى آنذاك وفق اتفاقيات "سايكس-بيكو"!.
***
ولو جاز لي يا عبد الناصر أن أستخلص من أحاديثك وخطبك ومن "ميثاقك الوطني" ما العرب بحاجة إليه الآن من ترشيدٍ فكري وسياسي، لوضعت العناصر التالية المستوحاة من وثائقك:
*     رفض العنف الدموي كوسيلةٍ للتغيير الاجتماعي والسياسي في الوطن أو لأي عمل وحدوي أو قومي.
*     الدعوة إلى الحرّية، بمفهومها الشامل لحرّية الوطن ولحرّية المواطن، وبأنّ المواطنة الحرّة لا تتحقّق في بلدٍ مستعبَد أو محتَل أو مسيطَر عليه من الخارج. كذلك، فإنّ التحرّر من الاحتلال لا يكفي دون ضمانات الحرّية للمواطن، وهي تكون على وجهين؛ الوجه السياسي: الذي يتطلّب بناء مجتمعٍ ديمقراطي مدني سليم تتحقّق فيه المشاركة الشعبية في الحكم، وتتوفّر فيه حرّية الفكر والمعتقد والتعبير، وتسود فيه الرقابة الشعبية وسلطة القضاء. أمّا الوجه الاجتماعي: فيتطلّب بناء عدالةٍ اجتماعيةٍ تقوم على تعزيز الإنتاج الوطني والعدالة في توزيع الثروات الوطنية وتوفير فرص العمل والعلم لجميع المواطنين.
*     المساواة بين جميع المواطنين بغضّ النظر عن خصوصياتهم الدينية أو الإثنية، والعمل لتعزيز الوحدة الوطنية الشعبية التي من دونها ينهار المجتمع ولا تتحقّق الحرّية السياسية أو العدالة الاجتماعية أو التحرّر من الهيمنة الخارجية.
*     اعتماد سياسة عدم الانحياز لأيٍّ من القوى الكبرى ورفض الارتباط بأحلافٍ عسكرية أو سياسية تقيّد الوطن ولا تحميه، تنزع إرادته الوطنية المستقلّة ولا تحقّق أمنه الوطني.
*     مفهوم الانتماء المتعدّد للوطن ضمن الهويّة الواحدة له. فمصر مثلاً تنتمي إلى دوائرَ إفريقية وآسيوية وإسلامية ومتوسطيّة، لكن مصر - مثلها مثل أيّ بلدٍ عربيٍّ آخر- ذات هويّة عربية وتشترك في الانتماء مع سائر البلاد العربية الأخرى إلى أمّةٍ عربيةٍ ذات ثقافةٍ واحدة ومضمونٍ حضاريٍّ مشترَك.
*     إنّ الطريق إلى التكامل العربي أو الاتحاد بين البلدان العربية لا يتحقّق من خلال الفرض أو القوّة بل (كما قال ناصر): "إنّ اشتراط الدعوة السلمية واشتراط الإجماع الشعبي ليس مجرّد تمسّك بأسلوبٍ مثالي في العمل الوطني، وإنّما هو فوق ذلك، ومعه، ضرورة لازمة للحفاظ على الوحدة الوطنية للشعوب العربية".
*     وقف الصراعات العربية/العربية، وبناء تضامنٍ عربي فعّال يحقّق للعرب مشاركة مطلوبة في تقرير مصير قضاياهم مع جوارهم الإقليمي ومع الدول الكبرى.
هذه باختصار مجموعة خلاصات أراها في وثائق تجربة حياة جمال عبد الناصر، خاصّةً في حقبة نضوجها بعد حرب عام 1967. لكن أين المنطقة العربية الآن من ذلك كلّه!؟.
15/1/2019
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن


dimanche 13 janvier 2019

خفايا وأسرار برنامج القناة الأولى الإيطالية * RAI 1 * عن الصحراء المغربية

خفايا وأسرار برنامج القناة الأولى الإيطالية * RAI 1 * عن الصحراء المغربية ولاجئي مخيمات تندوف وأطروحة إنفصاليي البوليساريو !! الجزء الأول ؟؟

فرحان إدريس 
كان لافتا أن برنامج الصحفي الإيطالي * AMEDEO RICUCCI * في القناة الأولى الإيطالية *RAI 1 * الأسبوع الماضي تحت عنوان لاجئي مخيمات تندوف وقضية الصحراء المغربية وأطروحة إنفصاليي جبهة البوليساريو جاء بعد شهرين من إنعقاد الندوة الدولية بروما حول الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية وحقوق الإنسان بالمملكة المغربية ومخيمات تندوف ,,,بلغة واضحة أن الإستخبارات العسكرية الجزائرية التي تقف وراء جبهة البوليساريو على المستوى الدولي أرادت إيصال رسالة واضحة للدبلوماسية المغربية الرسمية وفعاليات المجتمع المغربي المدني بالديار الإيطالية عن طريق القناة العمومية الإيطالية الأولى * RAI 1* بأن المشهد الإعلامي العمومي الإيطالي هو ملك الدولة الجزائرية بإمتياز ، وبالتالي فإن إنفصاليي البوليزاريو بإمكانهم إيصال أطروحاتهم الإنفصالية لكل وبيت عائلة إيطالية ,,,
لكن الغريب في برنامج الصحفي الإيطالي *
AMEDEO RICUCCI * هو أنه تخلى بشكل مريب على القاعدة ا المهنية الأساسية في الإعلا المرئي لأي روبورتاج يتناول قضية دولية تحت إشراف الأمم المتحدة ، أولا الحيادية في طرح القضية إعلاميا ، ثانيا إبراز بشكل متوازي رؤية الطرفين المتنازعين في القضية ، وهذا هو الذي لم يحدث بالضبط !!فالبرنامج كله 51 دقيقة و30 ثانية خصص منها يقارب 48 دقيقة لرؤية الإنفصاليين وحياتهم اليومية في مخيمات تندوف والحالة الإنسانية للمرأة والطفل ، وكيف أنهم يعيشون على المساعدات الإنسانية ، وبشكل عام هناك سرد لتاريخ الحرب الإنفصالية للجبهة ، لدرجة أنه يخيل للمشاهد أنه أمام برنامج في قناة جبهة البوليساريو وليس أمام برنامج في القناة العمومية الأولى للتلفزة الإيطالية ,,,يعني أن الصحفي أميديو ريكوتشي الذي كان إلى وقت قريب يقول أن جبهة البوليساريو أكبر كذبة في التاريخ تحول قي ظل سنتين إلى ناطق رسمي لإنفصاليي الجبهة يدافع من خلال قناة عمومية إيطالية عن حق تقرير المصير لساكنة مخيمات تندوف يدفع ضرائبها السنوية ما يقارب 500.000 نسمة من المهاجرين المغاربة المقيمين بشكل قانوني بالديار الإيطالية ، ولاننسى المغاربة المجنسين المقدر تعدادهم 50.000 نسمة ,,مغالطات عديدة سردها الصحفي في برنامجه فيما يخص عدد الدول التي إعترفت بالدولة الوهمية فهي 33 دولة وليس 88 كما إدعى وكلها دول صغيرة ، أما فيما يخص عدد سكان المخيمات فعي لا تتعدى 90.000 نسمة وليس 160.000 نسمة وكلها أرقام موجوة لدى المنظمات الدولية المختصة بقضايا اللاجئين ,,,أغلبية المنظمات الدولية التابعة لهيأة الأمم المتحدة تقر في جميع تقاريرها السنوية أن مشكل الصحراء المغربية هو مشكل جيوسياسي بين المملكة المغربية والنظام العسكري الجزائري ، والدليل الحي هو آخر الإجتماع الرباعي الذي عقد في جنيف وضم كل من المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو ، فلماذا يا ترى لم يجرأ الصحفي الإيطالي * AMEDEO RICUCCI * على ذكر الجزائر في برنامجه ؟؟ ولاننسى أن مخيمات تندوف تقع تحت السيادة الوطنية الجزائرية ..الجواب بكل بساطة أن الإستخبارات العسكرية الجزائرية صاحبة الكلمة العليا في قضية الصحراء المغربية إشتغلت وتشتغل لحد الآن بشكل جيد على إختراق الإعلام العمومي الإيطالي لتمرير أطروحة حق تقرير المصير للجبهة ، وما رأيناه في البرنامج يؤكد أن الجزائر لها اليد العليا في المشهد الإعلامي الإيطالي ,,ليس كسمؤولينا الدبلوماسيين بمختلف إنتماءاتهم المؤسساتية الذين راهن البعض منهم على صحفيين من اليسار الراديكالي أمثال جوليانو فرارا الذين لم يحققوا أي شيء للقضية الوطنية الأولى للمملكة بالدولة الإيطالية رغم الدعم السخي الكبير الذي تلقوه طوال سنوات ، لكنهم بارعين في إطلاق كلابهم المسعورة في كل مكان على أي نشاط جمعوي جاد ينظم لشرح الأبعاد الدولية للقضية الوطنية ، والتي تظل تنبح ليل نهار على مواقع الإجتماعي المختلفة ، ولمن لحد الآن لم نسمع لها أي صدى أو صوت بعد البرنامج ؟؟بطبيعة الحال هناك مسؤولية كبيرة لكل مسولي الدولي المغربية بإيطاليا لما وصلت إليه الأمور فيما يخص القضية الوطنية على جميع المستويات الرسمية منها والغير الرسمية ….والدليل ما أرسله السيد أميديو ريكوتشي لإحدى الزميلات الصحفيات حين عاتبته عن تقريره الغير المحايد والغير الملتزم بقواعد الصحافة المهنية :
Roberta, tu non ti rendi nemmeno conto delle cazzate che dici. Non sai nulla di quello di cui parli, ti lasci abbindolare dai tuoi contatti marocchini – si sente, sai, non far la furbetta – e spari cazzate. Ti facevo piu’ seria…”وهذا هو النص مترجم باللغة العربية :” روبرتا ، أنت لا تدركين حتى القرف الذي تقوليه. أنت لا تعرفي شيئًا عما تتحدثين عنه ، فأنت تدع نفسك لتخدعك جهات الإتصال المغربية – فكل شيء يروج يسمع ، كما تعلمين ، لا تظني نفسك ذكية – وتطلقين النار في الهواء . لقد ظننتك أكثر جدية …”الخلاصة ، أنه كانت هناك سوء نية واضحة وغير مسبوقة للصحفي* AMEDEO RICUCCI * إتجاه القضية الوطنية للمملكة المغربية الأولى ، وكره وحقد شديد على المغرب والمغاربة عموما , وبالتالي مشاركة سفير المملكة بروما كانت محاولة يشكر عليها لدرء ما أمكن من الضرر، لكن كان من المفروض على السفارة المغربية بروما أن تتخذ الإجراءات التالية :
أولا حين طلب منها المشاركة في البرنامج كان يجب أن تعرف حجم الوقت المخصص للجانب المغربي لشرح رؤيته وتصوره لقضية الصحراء المغربية ، وفعلا السفير عمل ما في جهده لإظهار الرؤية المغربية حول القضية ، لكن يبدو أن الصحفي الذي كانت له أجندته الخاصة لاسيما ضغوطات الجهات الخفية الأجنبية التي تدعمه و أنه حسب مصادر موثوقة فإن الصحفي أميديو ريكوتشي إستعمل المقص و إقتطع مقتطفات من حوار السفير من أجل إبراز أطروحة الإنفصاليين بشكل مفصل وواضح ….
ثانيا ، بعد بث البرنامج على القناة الأولى *
RAI 1 * وبالطريقة التي رأيناها كان المفروض على السفارة المغربية بروما مراسلة الإدارة العامة ل * RAI1* لطلب حق الرد في نفس القناة على أطروحة البوليساريو وضرورة الحصول على نفس التوقيت الزمني الذي منح لإنفصاليي الجبهة ما دام القوانين المنظمة للقنوات الإعلامية الإيطالية تتيح هذا الأمر ..
لاسيما أن هناك ما يقارب 500.000 نسمة من المهاجرين المغاربة المقيمين بشكل قانوني بالديار الإيطالية ، وحوالي 50.000 نسمة من الإيطاليين من أصول مغربية يؤدون الضريبة السنوية على القنوات العمومية الإيطالية ,,,”
RAI ”وفي إتصال هاتفي مع العديد من الفعاليات الجمعوية بمختلف الجهات والمدن الإيطالية أصدروا البيان التالي : نطلب من جميع المهاجرين المغاربة المقيمين بشكل قانوني والإيطاليين من أصول مغربية والجمعيات المغربية الموجودة في كل الجهات والمدن الإيطالية أن يراسلوا الإدارة العامة ل * RAI * من أجل الحصول على حق الرد وإلا سندرس أشكال جديدة من الإحتجاجات ضد ما صدر من القناة الأولى الإيطالية في حق القضية الوطنية للمملكة والشعب المغربي
للذكر المقال أرسلناه إلى : 
الديوان الملكي
ؤساء الفرق البرلمانية
الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
وزارة الشؤون الخارجية والتعاون
وزارة الجالية وشؤون الهجرة
وزارة العدل والحريات العامة ..
المجلس الوطني لحقوق الإنسان
مجلس الجالية المغربية بالخارج
مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج